برق و رعد : الفصل الاول
رسمة rekia |
الفصل الاول: " فرحة مسلوبة"
في مختبر يقف ثلاث أشخاص بالرداء الأبيض الخاص بالأطباء ،
في الوسط يقف الدكتور عادل - طويل القامة وسيم يرتدي نظارات و شعره
اسود حريري عمره 27 سنة-،و بعلامات الحسرة يقول " يبدوا إننا أخطانا مرة أخرى
في المعادلة"
ترد عليه سناء زوجته- و هي أيضا عالمة كميائية ، فتاة جميلة عمرها 25 سنة لون شعرها كلهيب الشمعة ( اشقر و
مع امتداده للأسفل يقترب من الأحمر)- . و هي تبتسم محاولة التخفيف عنه " لا
داعي ان تحزن ، نحن مخترعون نتعلم من التجارب"
ينظر إليها ، نظرات طويلة ثم يقول " أنت هي مفتاح صبري"
من جهة يقف الصديق المقرب لعادل و صديق الطفولة لسناء ، معاد، لا يهتم
بمظهره ، أشعث الشعر، الذي يتدلى على وجهه، هو بنفس عمر عادل ، يقترب منهما و يقول
" كفى ، كفى ، من التباهي بحبكما " مازحا،
يتجه الزوج عادل خارج المختبر الموجود في منزلهم ، ينزع ردائه ، تتبعه زوجته بخطى متسارعة " انتظر سأذهب
لأحظر العشاء"
في حين يبقى معاد واقفا في المختبر ، و ابتسامته تتحول إلى غضب، يحمل ملفا في يده و يقول "
لن ادعك تجد المعادلة ما حييت"
بعدها و من باب المختبر ينادي عليه عادل " أسرع معاد علينا الأكل
و العودة للعمل "
معاد يحاول استعادة بسمته " نعم.... أنا قادم"
في اليوم التالي و في صباح ، يحضر معاد من أجل عملهم ، ليجد عادل وحده
في المختبر ، ليسأله مستغربا " أي هي سناء؟"
يرد عليه عادل و قد ابتسم ابتسامة عريضة بعد سماعه السؤال " إنها
متعبة قليلا" ، يرد عليه " و ما بك مبتسم لمرض زوجتك"
يطلق حينها عادل بعدها ضحكات بصوت مرتفع " هاهاها ، انه إرهاق
الحمل "،
تظهر صدمة على وجه معاد الذي رد دون شعور " ما الذي تقوله ذلك
مستحيل؟" ، عادل لم ينتبه لكلام صديقه ، بسب شدة فرح " هاهاها نعم ، نعم
انه مستحيل ، أليس كذلك أن يكون لي طفل ، هاهاها من كان ليتخيل ذلك"
يستدير معاد و وجه على وشك الانفجار من الغضب ، " هيا، علينا بدأ
العمل الآن"،
عادل و بشدة الفرحة فهو يمازح صديقه " هيا ما بك دعنا نحتفل
قليلا ، أنت حتى لم تقل لي مبارك لي أنني أصبحت أبا"
يتنهد معاد و يقول له " مبارك عليك أيها الأب عادل " ثم
يهمس لنفس " لن ادعك تفرح بذلك كثيرا" ،
استمرت الحالة كما هي لعدة أيام ، سناء كانت تحاول دائما العودة
للمختبر فيرسلها عادل للسرير مباشرة،
سناء " أرجوك دعني قليلا فانا في شهري الأول كما تعلم مازال
الوقت مبكرا على القلق"
عادل " لقد قلت لك ممنوع عليك دخول المختبر، ماذا لو اثر المواد
التي نستعمل على حملك"
في حين بقي معاد وحده في المختبر حمل هاتفه ليجري مكالمة " مرحبا
سيدي "
يرد عليه " مرحبا ،ما سبب اتصالك بي، هل استطاعا العالمان إيجاد
ذلك الترياق أم لا "
يرد معاد و هو مرتبك و خائف " لا سيدي ، حصل أمر آخر طارئ"
"و ما هو"
" زوجته حامل"
" و ما الذي سيجعلني اهتم بحملها"
" آسف سيدي و لكن اتفاقي معكم كان أن أحصل عليها مقابل سرقة
معادلة الترياق و جعله يفشل في محاولاته"
" ماذا؟ هل تقول لي انك تريد الانسحاب الآن، أنت تعرف ماذا سيحدث
لك"
" لا يا سيدي لم اقل ذلك، كل ما أريد أن تساعدني من التخلص من
جنينها"
معاد لم يسمع ردا لما يقارب 5 دقائق و هو يعض على أظافره،
" حسنا سأرسل لك هدية مني ، هو اختراعنا الجديد يجعلها تفقد
الجنين طبيعيا ،
" شكرا لك سيدي ، شكرا لـ " لينقطع الاتصال و هو يردد شكره
و يبتسم
ساعتها يدخل عادل " مابك مبتسم اتصال من حبيبتك"
" هههه نعم هو كذلك"
بعد عدة ايام
امام منزل معاد و في يوم عطلته على الساعة 08:00 ،
يصله طرد ،
ساعي البريد يرن الجرس " السيد (اسمه في المنظمة) لديك طرد)
يخرج بسرعة و هو مرتبك ، يمد يداه يمسك الطرد و يغلق الباب بسرعة .
يدخل غرفته يفتح الطرد و هو عبارة عن علبة صغير يفتحها بدورها لجد قنينة صغيرة بها
مشروب شفاف (كالماء) ، يتحدث مع نفسه " ماهذا ؟ ماذا افعل به؟" ينظر
للعلبة فيلمح ورقة صغير هناك ، فتحها وجد مكتوب فيها " اعلم ايها الغبي لن
تعرف ما تفعل به ، ذلك المحلول شفاف يسهل عليك اضافته للماء ، او أي مشروب آخر
، ماء جوز الهند مفيد للحوامل اذهب اشتره
و اضف له هذا المحلول . هذا المحلول قيد التجربة و هو جعل أي مولود مشوه، التخلص
نهائيا من المولود لا يوقفهم عن المحاولة و لكن التشوه سيفعل "
دون أي تاخر يرتدي ملابسه و
يخرج مسرعا ، بعد ان وضع المحلول في جيبه، يقصد محلا قريبا و يشتري مشروب جوز
الهند ، بسرعة يضيف اليه المحلول ، و يتجه لمنزل صديقه و مختبرهم في نفس الوقت.
برق و رعد : الفصل الاول
Reviewed by ucf2T
on
2:38 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: