امبراطورية البحر : الفصل الثاني

الفصل الثاني :

بعد رحلة طويلة

وصل علي ليرى مدينة ضخمة محاطة بشبه زجاج في أعماق البحر فكان في ذهن علي المملوء بالاندهاش سؤال بريء " كيف يدخلون دون دخول الماء" , في لحظات وجد جواب سؤاله حين رأى الغواصة تدخل في ما يشبه غرفة ضخمة مملوءة بمياه البحر ,تغلق الغرفة ويضخ ماء البحر خارج الغرفة ثم تفتح أبواب المدينة .

ينزل علي من الغواصة ليجد في استقباله مجموعة من المسنين (مجلس الشيوخ) قدموا احترامهم لعلي "الحاكم" . علي لا يعرف شيء ,فكان أول شيء هو أخده وشرح كل شيء له ، فكان الأمر كذلك.

أحد الشيوخ يحكي :

{ في قديم الزمان كان سكان البحر أو ما يطلقون على  أنفسهم "الغلوم" , يعيشون في اليابسة مع البشر لا يختلفون عليهم في شيء(أي البنية الجسمانية),لكن متخفين عنهم ومتقدمين في التكنولوجيا و العلم ، إلا أن الإنسان يتكاثر بنسبة كبيرة جدا مما دفع " الغلوم" إلى تقليص مساحة أراضيهم , فالغلوم لديهم نسبة ولادات ضعيفة جدا فمقارنة بمائة آلاف البشر كان هناك بضع بمائة من الغلوم , هناك قرر حكماء الغلوم هجر اليابسة و الذهاب للبحر , باشر الغلوم ببناء مدن ثم اخدوا يتوسعون و يتطورون مما نتج عنه وجود 14 ولاية  كانت تحت حكم العائلة الملكية أي عائلة علي الحقيقة (هنا سال علي عن سبب إرساله لليابسة و عن عائلته هناك) .

كانت هناك حكيمة وساحرة في الغلوم تدعي سيدة سيرا معروفة برؤيتها لأحلام عن المستقبل و كانت جميعها تتحقق , التي رأت "النبوءة"  هي أن الحاكم العاشر بعد المائة للغلوم سوف يغزو عالم اليابسة ويشعل نيران الحرب و ذلك الحاكم هو علي , عند سماع النبوءة خاف العديد من سكان الغلوم وقامت ثورة ضد الحاكم مما أدى إلى تقسيم الولايات حيث قامت 3 ولايات بالاتحاد تحت اسم " اتحاد السيبيوكان "  وبقيت 4 ولايات تحت حكم العائلة الملكية تسمى " اتحاد الغلوم " هذان هما أعظم قوتان في سكان البحر "الغلوم" ، في حين الولايات السبع المتبقية كانت مستقلة ، كل واحدة بحاكمها الخاص.

الحاكم العاشر بعد المائة سيقوم بغزو العالم و عمره 20 سنة , لذلك حاول البعض اغتيال ابن الحاكم (علي) الذي ولد حديثا وبسبب الثورة التي قامت كانت الولايات مضطربة ,فقرر الحاكم تهريب ابنه لليابسة وهوالأمن في حينها , إلا أن محاولة تهريبه فشلت وتم إغراق الغواصة ومن عليها.

ملاحظة : " كان علي داخل كبسولة صغيرة نجت التحكم و أوصلته للشاطئ حيث وجدته جدته الحالية. "

عاد النظام بين سكان الغلوم بعد معرفة خبر وفاة ولي العهد , لكن أم علي (الحقيقية) لم تتوقف عن البحث إلى أن وجدته عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات ( كانت فقط تراقب لأنه إن اكتشف أن ولي العهد مازال على قيد الحياة سينقلب عالم الغلوم رأسا على عقب. ولكي ترى ابنها كانت ترسل تلك الأسماك التي كان يرى علي في بعض الأحيان وهي عبارة عن كاميرات) .

 كانت أولويتنا هي حماية ولي العهد ولا يهما شيء عن سيطرة على العالم , إذ كانت تلك رغبت سيدنا فلتكن وذلك هو قول "اتحاد الغلوم"}

" بعد وفاة الحاكم أصبح العرش في أيدي المتهافتين عليه , لذلك إحضارك إلى هنا هو الخيار الوحيد رغم إمكانية نشوب حرب أخرى بين الغلوم , لذلك قررنا إخفاء الأمر لعامين إلى أن نقوم بتعليمك كل شيء عن هذا العالم ".

علي لا يستطيع تجميع أفكاره  بسبب كثرة المعلومات عليه مما جعله غير قابل لاتخاذ قرار  فكان الحل الوحيد هو البقاء هناك إلى حين .

قام علي بزيارة أمه الملكة (فقط رمزية ليس لها حق الحكم) التي كانت ترتدي فستان رائعة في الجمال مع تاج ذهبي,  أبصرت علي فأسرعت إليه لتحضنه وتقبله وهي تبكي فرحا .14 سنة من الانتظار ,حكت قصتها على علي وفعل هو أيضا .

بعد عدة أيام اجتمع علي بمجلس الشيوخ

" أتيت لأقول أن لا نية لي في غزو العالم أو السيطرة عليه. كانت أمي البشرية تحكي لي قصصا خيالية كل ليلية, أريد أن أعيش نهاية سعيدة مع إخوتي ، لذا أظن أنني سأقبل مقترحكم بالتعلم لسنتين لآخذ الحكم ، وأحضر عائلتي إلى هنا."

باشر علي في التعلم على يد اكبر عدد ممكن من العلماء والأساتذة ومثقفين ، اكتشف العديد من الأشياء عن عالم البحر واليابسة ،لكن كان هناك شيء التصق بذهنه هو أن عند الغلوم لا يوجد فقراء وأن الاختلاف بين طبقات المجتمع كانت بسيطة  ........